الخميس، 30 ديسمبر 2010

ما لا تعرفه عن الخلايا الجذعية -1-


اذا كان الانسان يعانى من أحد الأمراض المزمنة التى و بكل أسف لا علاج منها كالفشل الكلوى أو الكبدى ، مرض السكرى أو تلف أحد صمامات القلب ،من هنا يعلن الكبد خروجه عن الخدمة و تندد الكلى مطالبة بالتغيير، فلا يكون هناك بديل صحى و مضمون سوى عمليات زرع الاعضاء و هنا تكمن المشكلة.عمليات زرع الاعضاء فى حد ذاتها مشكلة معقدة بداية من ايجاد متبرع تنطبق عليه متطلبات التبرع الى أحتمالية رفض الجسم للعضو المنقول إليه.

على الرغم من أن عمليات زراعة الاعضاء هى الحل الامثل فى نظر العامة الا ان اتخاذ قرار الزرع ليس هو النهاية السعيدة لرحلة عذاب المريض . اذا تقرر زرع عضو ما فى جسم المريض لابد أولا أن يوضع على قائمة انتظار طويلة لا يعلم متى يحين دوره فيها فهناك غيره المئات الذين ينتظروا توفر نفس العضو هذا بخلاف الضوابط الاخلاقية و الدينية اتى تضعها بعض الدول حتى الان على شرعية عمليات زرع الاعضاء مما يزيد الامور تعقيدا و من ثم موت المريض لا محالة. حتى و اذا توفر عضو جاهز للزرع فمازالت هناك العديد من القيود التى تفرضها زرعة عضو غريب فى جسم المريض. بعد عملية الزرع يبدأ الجسم فى ادراك وجود عضو غريب فيعطى أوامره للجهاز المناعى بأن يهاجم العضو الغريب و يقضى عليه. ما أن يتلقى الجهاز المناعى الامر يطلق الاجسام المناعية التى تتعامل مع هذا العضو البرئ على أنه بكتريا ضارة أو فيروس قاتل فتقاتله بضراوة. و من هنا يبدأ الاطباء فى الخطة الدفاعية الا و هى استخدام مثبطات للجهاز المناعى و التى بدورها توقفه عن العمل ليعود الى ثباته العميق حتى اذا ما تعود الجسم على عضوه الجديد وما أن تعقد معاهدات السلام ما بين العضو الجديد و الجهاز المناعى يوقف الاطباء هذه المثبطات. هل تظن أن هذه هى النهاية؟ لا أنها مجرد بداية...قد يبدأ العضو بالعمل بهمة و نشاط كأنه جديد و لكن يبدأ هذا النشاط بالتدهور على المدى الطويل و تسقط معاهدات السلام ما بين العضو المزروع و الجهاز المناعى و تنتهى هذه الحرب الطاحنة بخسائر فادحة تودى فى النهاية بحياة المريض.كان لابد من أيجاد حل لوقف معاناة المريض و ايجاد سبيل لحل المشكلة من جذورها، قد يكون الحل مازال قيد التطوير الا انه يحمل فى طياته الامل فى العلاج..."الخلايا الجذعية".

قد ينصب على رؤسنا الان وابل من الاسئلة :من أين تأتى هذه الخلايا السحرية و ما الذى يميزها عن غيرها من الخلايا ؟و لما كل هذا الاهتمام العجيب بها؟ أقول مهلا سوف نجيب عن الاسئلة تباعا. أولا من أين تأتى الخلايا الجذعية؟ سوف أخبرك فتندهش أنك انت نفسك كنت عبارة عن مجموعة من الخلايا الجذعية عند عمر 5 ايام داخل رحم أمك!!نعم فى بداية حياتك كجنين تكون عبارة عن كتلة صغيرة من الخلايا الجذعية غير محدد المعالم فلا نستطيع أن نشير الى أعضائك فنقول هذا قلبك و هذه عينك و هذا لسانك و هكذا و لكن ما يتكون لك من أعضاء فيما بعد فالفضل فيه يرجع الى الخلايا الجذعية فهى التى تتحور و تتحول الى كل انواع الخلايا و الاعضاء فى جسدك . و بما ان هذه الخلايا العجيبة تنشأ فى الجنين فإننا نطلق عليها اسم "الخلايا الجذعية الجنينية" .

خلايا جذعية جنينية



يأتينا سؤال غاضب من بعيد: هل هذا ما تطلقون عليه خلايا جذعية؟ و ماذا فى ذلك فقد خرجت من رحم أمى و ما عادت الخلايا الجذعية تنفعنى بشئ؟ تمهل قليلا ....ما زالت الخلايا الجذعية جزء لا يتجزأ من خلاياك و هذا ليس لأنها أصل نشأتك فى الاساس فحسب و لكن لأنه ما زال بعضها موجود بالفعل فى جميع أنحاء جسمك!! و لكن فى هذه الحالة نطلق عليها اسم "الخلايا الجذعية البالغة" و توجد هذه الخلايا فى المخ و العظام و العضلات و الجلد و حتى فى لبن الام !! تكمن أهمية الخلايا الجذعية البالغة فى قادرتها على تجديد الخلايا التالفة فى العضو مكان منشأ الخلية أى أن الخلايا الجذعية المتواجدة فى الكبد فقط تقوم على خدمة الكبد و تجديد خلاياه و كذلك الخلايا الجذعية بالبنكرياس أو الكلى و هكذا بالنسبة لكل عضو و نلاحظ دور الخلايا الجذعية جليا فى حالة التعرض للجروح أو القطوع فى الجلد فتنطلق الخلايا الجذعية لتقوم بترميم القطع و أصلاح التلف .




ملحوظة: نخاع العظم هو العضو المسئول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء فى الجسم، و المسئولة عن حمل غازى الأكسجين و ثانى أكسيد الكربون فى الدم

اذا تكلمنا عن مزيا الخلايا الجذعية فإننا نشير الى ميزتين سحريتين هما "التكاثر" و "التمايز". الصفة السحرية الاولى هى أن الخلية الجذعية الواحدة قادرة على ان تتكاثر و تكرر نفسها مكونة نسخا منها مشابهة لها تماما و تتمتع بنفس خصائص الخلية الاصلية. و بعد قدرتها على التكاثر تأتى الميزة السحرية الثانية " التمايز". لكى نفهم معنى التمايز لابد أن نعلم أولا أن الخلايا الجذعية هى خلايا غير متخصصة بمعنى أنها لا تنتمى الى اى نوع معروف من الخلايا فهى ليست خلايا جلدية أو خلايا عصبية فى المخ هى فقط مثل المادة الخام ليست لها خصائص محددة أو دور معروف . فعندما نقول ان الخلايا الجذعية تتمايز فأننا نعنى بذلك انها تتخصص لتصبح أحد أنواع الخلايا المعروفة فأنها تتحول الى خلايا كبدية أو عظمية و هكذا و هنا تتجلى قدرة الله تعالى فى خلقه حيث يبدأ جسمك بمجموعة من الخلايا الجذعية الغير متخصصة ثم تبدأ فى التخصص الى أعضاء الجسم المختلفة كل عضو له دوره و كل خلية لها وظيفتها.

نكتفى بهذا القدر، و نكمل باقى الموضوع غداً...لنتعرف على أهمية الخلايا الجذعية و إستخدماتها الهائلة فى مجال الطب و العلاج.

هناك 3 تعليقات:

  1. مااااشااء الله موضوع رائع ,,, ولكن السوال هل لنا باستخدام هذه الخلاية الجذعية لانتاج خلايا جديد يفقدها الجسم او يوجد فيها عطل ,,, والسوال المهم هل الجهاز المناعي سيمنع هذه الخلايا كما هاجم العضو الجديد الذي وضعته في المثال ؟

    ردحذف
  2. أهلا بك حنين فى موسوعة العلوم
    بالنسبة لسؤالك الأول فسوف نجيب عليه بالتفصيل فى الجزء الثانى من الموضوع، و سوف تندهشين بشدة لما تستطيع هذه الخلايا العجيبة فعله!!
    سؤالك الثانى: اذا كانت الخلايا جذعية "جنينية" فهناك أحتمالية لحدوث هجوم من الجهاز المناعى لأن الخلايا ليست من نفس جسم المريض و لكن إحتمالية رفض الجسم للخلايا ليست بكبيرة مثل حالة نقل عضو كامل و كما يحقن الجسم بمثبطات فى حالة نقل عضو فإنه يحقن به فى حالة العلاج بالخلايا الجذعية الجنينية أيضا.
    أما فى حالة إستخدام الخلايا الجذعية البالغة فإن مصدرها فى الأغلب يكون من نفس جسم المريض بذلك لا يهاجمها الجهاز المناعى على الإطلاق.
    شكرا لك حنين و إنتظرى معنا الجزء الثانى من الموضوع لكى تعرفى المزيد و المزيد عن العلاج بالخلايا الجذعية.

    ردحذف
  3. هل اخذ هذه الخليه حرام ام حلال وكيفيه اخذها ؟

    ردحذف

الصفحات