الجمعة، 9 أكتوبر 2009

حريق يقيد ضد مجهول!!



ھل یعقل ان تشتعل النار بجسدك دون ادنى سبب؟ و أن تجد نفسك تحترق تلقائیا دون وجود لھب او مصدر للنیران ...ھذا ھو ما حدث مع كثیرین...ھم لم یحكوا ما حدث لھم...لكن بقایا رمادھم ھو ما تحدث عنھم و خلف غموضا ما بعده غموض؟




عن السيدة "ريزر" نحكى....

انھ عام 1951 ، مارى ریزر سیدة ارملة فى السابعة و الستین من عمرھا، تسكن وحیدة فى منزلھا بفلوریدا.
كانت السیدة ریزر على علاقة طیبة بجیرنھا و كانت زیاراتھم دائمة. و لكن فى صباح الیوم الاول من شھر یولیو عام ١٩٥١ عندما جاءت لزیارتھا جارتھا التى تسكن فى المنزل المقابل ..حاولت ان تدق باب منزل السیدة ریزر لكنھا وجدتھ ساخن جدا لدرجة انھا لم تستطع لمسھ فقررت ان تذھب لتطلب المساعدة. اتت المساعدة و تم فتح الباب و كانت المفاجئة صاعقة للجمیع .

ما تبقى من السیدة ریزر او المقعد الذى كانت تجلس علیھ لیس بكثیر، فقط وجدوا بقایا زنبرك كرسى مسود و محترق تماما، وجدوا أیضا جزءا من عامودھا الفقرى و جزء من جمجمتھا بحجم كرة البیسبول و احدى قدمیھا فى حذاء أسود اللون و أیضا بقایا رمادھا فى دائرة قطرھا أربعة أقدام!
أوضحت بلاغات و محاضر الشرطة ان الحریق ربما یكون بسبب احدى أعقاب سجائر السیدة ریزر الذى تسبب باشعال النیران فى معطفھا المنزلى المصنوع من مادة "رايون أسيتات" القابلة للاشتعال.
لكن الطب الشرعى بعد ذلك شكك فى صحة ھذه النظریة بقولھم أن الحرارة اللازمة لتدمیر جثة السیدة ریزر بھذا الشكل لابد و أن تصل الى حوالى ٣٠٠٠ درجة مئویة!!! و أن ھذه الحرارة كانت كفیلة بأن تدمر المنزل بأكملھ و لیس جسم السیدة ریزر فقط و ھذا ما لا ینطبق مع الواقع فأثار الحریق فى منزل السیدة ریزر تكاد تكون لاشئ ...فقط یمكنك ان تجد بعض أثار الاحتراق السوداء على السقف و الاجزاء السفلیة من الجدران و لا یوجد اى اثر لمواد قابلة للاشتعال بالمنزل.... اذا ..ماذا یكون قد تسبب بھذا الحریق؟ فى ذلك الحین لم یكن أحد یملك الاجابة الواضحة على ھذا السؤال؟


تفاصيل غامضة...لظاهرة مخيفة

لم یكن ھذا الحادث بجدید و لكن تكرار ھذا الحادث مع أكثر من ضحیة و فى ظروف مشابھة بدأت تثیر الشكوك و تطرح على الاذھان ألف سؤال و سؤال؟ شغلت ھذه الظاھرة الغریبة الناس و العلماء ....ھذه الظاھرة التى أسماھا العلماء باسم "الاحتراق التلقائى الذاتى لجسم الانسان" . تحدث ظاھرة الاحتراق الذاتى لجسم لانسان عندما یحترق جسم الانسان من دون وجود اى مصدر خارجى للحرارة أو النیران ربما بسبب تفاعل كیمیائى داخلى و التى بسببھا یتحول الجسم فى غضون ٣أو ٤ ساعات الى رماد.

جمیع الحالات التى سجلت تحت اسم ھذه الظاھرة یصاحبھا ظروف
مشتركة و غالبا نتائج متطابقة الى حد بعید ؛فمعظم الضحایا احترقوا تماما دون وجود اى أثر لاى حریق تم فى المكان فقط بعض الاثار فى المكان الذى كانت تنام فیھ الضحیة أو تجلس علیھ قبل ان تحترق تماما !!! كما انھ من الملاحظ أیضا أن بعض أطراف الضحایا مثل الایدى و الارجل و ربما الرأس غالبا ما تبقى سلیمة و لا تحترق كلیا و كذلك الاجزاء الخارجیة من الجسم تكون متتضررة بشكل أكبر من الاعضاء و الاجزاء الداخلیة من الجسم و من ناحیة أخرى نجد أن ضحایا ھذه الظاھرة غالبا ما یعیشون بمفردھم و جیرانھم فى المنازل المجاورة لم یسمعوا اى صرخة استغاثة من الضحایا فى وقت حدوث ھذه الظاھرة الغریبة لھم!!!


و لكن المفاجأة الكبرى أن بعض الضحایا عاشوا لیحكوا لنا تفاصیل احتراقھم التلقائى فبعضھم لم یتحول ببساطة الى شعلة من النار لكنھ لاحظ اثار حروق واضحة على الجسم دون سبب واضح و البعض الاخر لاحظ تصاعد دخان دون وجود مصدر لنار أو حرارة.



ماذا یقول العلم؟

تعتبر ھذه الظاھرة خرافة و شئ مستحیل الحدوث بالنسبة الى كثیر من العلماء و خاصة ان ھذه الحوادث لیست جیدة التوثیق و أن معظم الضحایا یموتون غیر تاركین اى دلیل ورائھم فنجد ان الكثیر من الشكوك و الاقاویل تثار حول ھذه الظاھرة.
و بما ان العلم و العلماء لایقتنعون بالخرافات أو ما لا یخضع لقوانینھم، فانھم یوجدون لھ القوانین و النظریات التى تحكمھ. فكانت احدى النظریات التى تفسر ظاھرة الاحتراق التلقائى للانسان ھى نظریة تسمى "نظریة الفتیل"أو "the wick theory" تفترض ھذه النظریة انھ لا وجود لظاھرة الاحتراق التلقائى انما تفترض ان الضحایا قد احترقوا نتیجة نومھم او اغمائھم اثناء تدخین السجائر.

فى الصور الاتیة نوضح كیف یمكن لھذا ان یحدث:

فى المرحلة الاولى:


تبدأ السیجارة فى اشعال ملابس الضحیة
بینما تكون الضحیة فاقدة للوعى.







فى المرحلة الثانیة:

تبدأ الحرارة العالیة نتیجة الاحتراق فى تذویبدھون الجسم و بالتالى تبدأالملابس الغیر محترقة تماما فىامتصاص ھذه الدھون و بما ان ھذه الدھون قابلة لاشتعال فانھا تساعد على استمرار عملیة الاحتراق لاطول فترة ممكنة. یمكننا أن نشبھ ھذه المرحلة بالشمعة المستخدمة للانارة ، عند اشعال فتیل الشمعة یبدأ الفتیل فى الاحتراق و عند وصولھ الى المادة الشمعیة فانھا تبدأ فى الذوبان فیقوم الفتیل بامتصاص ھذه المادة الشمعیة القابلة للاشتعال مما یساعد الفتیل على أن یظل مشتعلا لأطول فترة ممكنة. فى حالتنا ھذه یمكننا القول أن ملابس الضحیة ھى التى تقوم بدور الفتیل اما دھون الجسم فھى تمثل المادة الشمعیة التى تساعد على الاشتعال.

فى المرحلة الثالثة:

بما ان الجسم یكون مغطى بكمیات كبیرة من الدھون فان الملابس تظل مشتعلة حتى تتحول الضحیة الى رماد.










و الكثير من التخمينات و وجهات النظر...


ھنالك أفتراضات أخرى تقول انھ ربما لا یكون سبب الاشتعال ھو بسبب سیجارة مشتعلة و لكن قد تكون الشحنات الكھربیة الساكنة على الملابس ھى السبب فى ھذا الحریق.
من الافتراضات الاخرى التى رجح العلماء حدوثھا ھو ان الاحتراق تم بسبب ان غاز المیثان الناتج عن ھضمأو تحلل المواد النباتیة داخل الامعاء(و ھو غاز قابل للاشتعال) یتحد مع الانزیمات التى تكون كالعامل المساعد الذى یعمل كالوقود الذى یسرع من التفاعلات الكمیائیة داخل الامعاء و لكن ھذه النظریة فشلت فى تفسیر الظاھرة بشكل كامل لانھ كما ذكرنا من قبل أن الاعضاء الداخلیة لجسم الضحیة یكون غیر متتضرر بشكل كبیر فى حین أن الاجزاء الخارجیة تكون محترقة بشكل كامل بالتالى فان التفسیر غیر صحیح.

تعتبر نظریة الفتیل ھى أكثر النظریات اقناعا من وجھة نظر العلماء حیث أن ھناك نظریات أخرى كثیرة جاءت لتفسر ھذه الظاھرة و لكنھا لا تستند على أساس علمى بشكل كبیر.
فأحدى ھذه النظریات أفترض وجود جسیم ما داخل جسم الانسان اسم ھذا الجسیم ھو "البیروتون".
افترضت النظریة أن البیروتون یتفاعل مع خلایا الجسم بشكل أو بأخر مسببا انفجارات صغیرة داخل الخلایا مما یدمر خلایا الجسم تاركا ایاه كومة من الرماد. و لكن علمیا لم یثبت وجود مثل ھذا الجسیم.



ھناك ايضا افتراض غريب بأن المجالات المغناطیسیة داخل الجسم قد تكون السبب حیث ان ھذه المجالات قد تتسبب فى عمل دائرة مغلقة "short circuit" داخل الجسم مما یؤدى الى حدوث ما یمكن ان نعتبره تفاعل متسلسل قادر على انتاج كمیات ھائلة من الحرارة داخل الجسم تكفى لتذویبھ!!

وجد أیضا أن معظم الضحایا كانوا مدمنین على الكحول و لكن البحوث اثبتت ان الكحول وحده غیر كافى على احراق الخلایا البشریة لان عملیة الاحتراق لكى تتم فأنھا تحتاج الى مادة قابلة للاشتعال و مصدر للحرارة او النیران و ھى غیر متوفرة فى ھذه الحالة.

الكثیر و الكثیر من الوقائع التى رویت بشأن ھذه الظاھرة و الكثیر من الابحاث التى أجریت من أجل تفسیرھا لكن التساؤلات ظلت معلقة فى الھواء بدون أجابة و كما ھى العادة أعتبرت ھذه الظاھرة ھى ظاھرة ما وراء طبیعیة تفوق قوى البشر بالتالى ھى لاتفسیر لھا أو بمعنى أخر تقید ضد مجھول!!!!

ملحوظة هامة:

أعزائى قراء موسوعة العلوم ؛أود ان أحيطكم علما بأن الصور الوارد فى المقال لا تعبر عن الظاهرة المذكورة
و لكن ما هى الا صور لجعل القارئ يتعايش مع جو المقال ، بعضها مصدره العديد من الافلام السينمائية و البعض الاخر جاء لتوضيح بعض النقاط الهامة التى نوقشت من خلال المقال. هناك الكثير من صور ضحايا الظاهرة و هى متوافرة بكثرة على شبكة الانترنت و يمكن ايجادها بسهولة فقط عليكم البحث ب"الاحتراق الذاتى" بالعربية أو "Spontenous Human Compustion" بالانجليزية .اما عن سبب عدم عرضى لهذه الصور من خلال المقال فهو انها قد تكون مرعبة أو مخيفة للبعض كما انها تعرض واقع هذه الظاهرة بكل قسوة و يكفينا ما عرفنا عنها من معلومات...و لكم منى جزيل الشكر.


هناك 3 تعليقات:

  1. اختلف اختلافا تاما مع نظرية الفتيل في هذا الموضوع لأن مهما كانت خامة قماش الملابس التي ترتديها الضحيه مع نار السجائر مستحيل ما تصل الي 3000 درجه مئوية الا اذا كان من كلورو فورمات الايثيل وهي ماده سامه يستحيل ان تكون في الملابس لانهاتسبب تسمم الانسان بما اني كيميائي ودراستي للكيمياء الحيوية اعلم ان الكالسيوم عنصر مؤثر في جسم الانسان خاصة في عملية الأيض وتحفيز الجسم في افراز الأنزيمات الهاضمه ومن المعروف ان معظم جسم ماء ومع اختلاط الكالسيوم مع الماء تنتج غازات قابله للاشتعال مثل هيدريد الهيدروجين ولكن هنا ماهو مصدر اللهب علي ما اعتقد ان مصدر اللهب هو الكهربه الأستاتيكيه في الجسم وهي ما تعرف بالكهرباء الساكنه فمع الغضب او الأنفعال او الأكتئاب تزداد تلك الكهرباء في جسم الأنسان لذا فتحليلي هو عندما يشعر الأنسان بالأكتئاب وعدم الرغبه في الحياه يرسل المخ اشارات كهربائية للجسد فتزداد حرارة الجسم ويساعد في تؤين الدم والمياه مما يساعد من سرعة التفاعل بين الماء والكالسيوم او الليثيوم او الصوديوم الموجودين في المعده والطحال والبنكرياس والأمعاء فتتصاعد الغازات السهلة الأشتعال من هذه الأعضاء وهذا يفسر بقاء تلك الأعضاء وعدم احتراقها ومع سخونة الجسد والكهرباء الأستاتيكيه يشتعل الجسد اشتعالا كاملا ومع موت الانسان يتوقف المخ ومن هنا تحدث العمليه العكسيه تقف اصدار الاشارات الكهربيه وتقف افراز الغازات التي تساعد ع الأشتعال وتقوم مياه الجسد التي تبقت بعمل الاطفاء الذاتي واعتقد ان تحليلي ع صواب والله اعلم

    ردحذف
  2. لا أتفق مع نظرية الفتيل أيضاً .. وأعجبتني وجهة نظر الأخ [ let's change our selves ] .. يبدوا لي تحليله صائب وحتى لو لم يكن كذلك فهو تحليل رائع بحق.

    أذكر أني قبل إنشاء مدونة الحياة البرية زرت مدونتك وقرأت هذا الموضوع .. :]
    نعم مدونتك قديمة حقاً .. أذكرها من الـ 2010 :]

    أستمري .. وفقك الله

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف

الصفحات